للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كان صلى الله عليه وسلم يطبق هذا التوجيه القرآنى، فكان يقول عند قيامه إلى الصلاة "وجهت وجهى للذى فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً، وما أنا من المشركين إن صلاتى ونسكى ومحياى وممات لله رب العالمين. لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين" (١) .

فهل بعد كل هذه الشهادات، يصح قول أعداء الإسلام، وخصوم السيرة العطرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معصوم من الشرك والشك؟!

ثانياً: الأوامر والنواهى الواردة فى القرآن الكريم فى حق الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، هى أوامر ونواهى إرشاد وإعلام على جهة الوصية والنصيحة، وهى أحد دلائل العصمة، فوجودها لا يخل بالعصمة بناء على ما تقدم فى تعريف العصمة، فى بقاء الاختيار فى أفعالهم تحقيقاً للابتلاء (٢) .

ثالثاً: لله عز وجل أن يؤدب أنبياءه وأصفياءه، ويطلبهم بالنقير والقطمير من غير أن يلحقهم فى ذلك نقص من كمالهم، ولا غض من أقدارهم، حتى يتمحصوا للعبودية لله عز وجل.

... ألا ترى كيف نهى الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر لبعض المباحات فقال: {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين. وقل إنى أنا النذير المبين} (٣) مع قوله تعالى فى مقام آخر: {قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق} (٤) .


(١) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء فى صلاة الليل ٣/٣٠٩ رقم ٧٧١ من حديث على رضى الله عنه.
(٢) يراجع ص٥، ٦.
(٣) الآيتان ٨٨، ٨٩ الحجر.
(٤) الآية ٣٢ الأعراف.

<<  <   >  >>