للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب-اتفاق أهل الحديث على أن الصحابى الذى شاهد الوحي والتنزيل إذا فسر شيئاً من آى القرآن، أو أخبر عن آية نزلت فى كذا، كان له حكم المرفوع المسند، وقيده بعضهم بما إذا كان التفسير مما لا مجال فيه للاجتهاد، ولا يقال من قبل الرأى (١) .

جـ- اتفاق السلف، وجمهور المفسرين على أن فاعل "عبس وتولى" هو رسول الله صلى الله عليه وسلم (٢) كما أجمعوا على أن هذه الآيات نزلت فى ابن أم مكتوم (٣) .

ثانياً: مع صحة سبب نزول الآيات، فليس فيها إثبات ذنب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل الآيات إعلام من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، بأن ذلك المتصدى له ممن لا يتزكى، وأن الصواب والأولى، كان لو كشف له حال الرجلين، لاختار الإقبال على الأعمى لأنه {جاءك يسعى. وهو يخشى} والإعراض عن الكافر، وتوهين أمره لأنه استغنى عن الإسلام بكفره، {وما عليك ألا يزكى} أى ليس عليك بأس فى أن لا يتزكى بالإسلام، والمراد: لا يبلغن بك الحرص على إسلامهم أن تعرض عمن أسلم، بالاشتغال بدعوتهم، إن عليك إلا البلاغ.

...

... وفعل النبى صلى الله عليه وسلم لما فعل من العبوس والإعراض، وتصديه لذلك الكافر، كان طاعة لله عزوجل، وتبليغاً عنه، واستمالة للكافر، رجاء إسلامه، كما شرعه الله له بالتبليغ، ومن لين الجانب لمن يدعوه، وبالتالى لا معصية ولا مخالفة لله عز وجل (٤) .


(١) ينظر: فتح المغيث للسخاوى١/١٧٠،١٧١، والتبصرة والتذكرة للعراقى١/١٥٦، وتدريب الراوى١/٢٠٧، والأحكام للآمدى٢/١١٢-١١٨، وإرشاد الفحول للشوكانى١/٢٥٨-٢٦٤.
(٢) ينظر: روح المعانى للألوسى ٣٠/ ٣٩، وفتح البارى لابن حجر ٨/٥٦٠ رقم ٤٩٣٧.
(٣) ينظر: فتح القدير للشوكانى ٥/٣٨٢، وجامع الأحكام للقرطبى ١٩/٢١١.
(٤) الشفا ٢/١٦١ بتصرف.

<<  <   >  >>