للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا لما سَأَل هرقل (١) ملك الروم أبا سفيان (٢) ومن معه، فيما سأله من صفة النبى صلى الله عليه وسلم قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال أبو سفيان: لا. وقد كان أبو سفيان إذ ذاك رأس الكفرة وزعيم المشركين ومع هذا اعترف بالحق:

والفضل ما شهدت به الأعداء

فقال له هرقل: فقد أعرف أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله!! (٣) .


(١) هو: ملك الروم، وهرقل اسمه، ولقبه قيصر. وكان له علم فى دين النصرانية وهو الذى أرسل إليه النبى صلى الله عليه وسلم خطاباً يدعوه فيه إلى الإسلام، فأراد أن يسلم ولكن الروم أبت عليه فضن بملكه فلم يسلم. ينظر: البداية والنهاية ٤/٢٦٧، وفتح البارى ١/٤٤ – ٥٩رقم ٧.
(٢) هو: صخر بن حرب بن أمية، كان من أشراف قريش، أسلم ليلة الفتح، وشهد حنيناً، والطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ففقئت عينه يومئذ، وفقئت الأخرى يوم اليرموك، وهو يقاتل تحت ابنه يزيد. يقاتل ويقول: "يا نصر الله اقترب" له ترجمة فى: أسد الغابة ٦/١٤٤ رقم ٥٩٦٨، والاستيعاب ٤/١٦٧٧ رقم ٣٠٠٥، وتاريخ الصحابة ص١٣٦ رقم ٦٦٨.
(٣) جزء من حديث طويل أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) فى عدة أماكن منهما كتاب بدء الوحي ١/٤٢ – ٤٤ رقم٧، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الجهاد والسير، باب كتاب النبى صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ٦/٣٤٦ – ٣٤٨ رقم ١٧٧٣ من حديث ابن عباس رضى الله عنهما وينظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/١٩٠.

<<  <   >  >>