للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا كان الوحي الإلهى فى آية يونس السابقة يقدم حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته الطاهرة قبل البعثة دليلاً على نبوته صلى الله عليه وسلم (١) وهو ما استدل به هرقل على صدقه صلى الله عليه وسلم فى نبوته، دل ذلك كله وأكد ما سبق ذكره أن حال الأنبياء قبل النبوة يؤثر على مستقبل دعوتهم بعد النبوة سلباً وإيجاباً.

فكيف والحال هكذا يختلف فى العصمة لهم قبل النبوة؟!!

قال سبحانه: {أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين} (٢) .

وقال تعالى: {ما ضل صاحبكم وما غوى} (٣) .

وقال تعالى: {وما صاحبكم بمجنون} (٤) .

وقال عز وجل: {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدى عذاب شديد} (٥) .

ففى هذه الآيات الكريمات كان التعبير فيها "بصاحبكم" تذكيراً بأن كفار مكة أعرف الناس به، فمحمد صلى الله عليه وسلم لم يفارقهم، وهم لم يفارقوه، بل صحبهم وصحبوه، ولازمهم ولازموه، وهذا يفيد أن كفار مكة فى اتهامهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالضلال والجنون، مكابرون، والدليل حاله قبل نبوته حيث صحبتهم له منذ نشأته بينهم، واعترافهم له بالأمانة والصدق ورجاحة العقل، والخلق القويم (٦) .


(١) ينظر: الرسالة المحمدية لسليمان الندوى ص٢٣، والمقدمة لابن خلدون ص١٠٣.
(٢) الآية ١٨٤ الأعراف.
(٣) الآية ٢ النجم.
(٤) الآية ٢٢ التكوير.
(٥) الآية ٤٦ سبأ.
(٦) ينظر: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحمد صادق عرجون ١/٢٩١، ودلالة القرآن المبين على أن النبى صلى الله عليه وسلم أفضل العالمين لعبد الله الغمارى ص١٣٨.

<<  <   >  >>