للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويصحح هذا قول المفسرين فى قوله تعالى بعد هذا {وكان أمر الله مفعولاً} (١) أى لابد لك أن تتزوجها، ويوضح هذا أيضاً أن الله عز وجل لم يبد من أمره صلى الله عليه وسلم معها غير زواجه لها، فدل أنه الذى أخفاه صلى الله عليه وسلم مما كان أعلمه به ربه عز وجل.

وبهذا القول: الذى تعطيه التلاوة من أن الذى أخفاه النبى صلى الله عليه وسلم هو إعلام الله له أنها ستكون زوجة له بعد طلاقها من زيد، قال به جمهور السلف، والمحققون من أهل التفسير، والعلماء الراسخون كابن العربى والقرطبى (٢) والقاضى عياض (٣) والقسطلانى فى المواهب والزرقانى فى شرحها (٤) وغيرهم (٥) ممن يعنون بفهم الآيات القرآنية وفقهها، وتنزيه الرسل عما لا يليق بهم من الروايات البعيدة عن منطق الحق والواقع.


(١) أحكام القرآن لابن العربى ٣/١٥٣١.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ١٤/١٩٠، ١٩١.
(٣) الشفا ٢/١٩١.
(٤) شرح الزرقانى على المواهب ٧/١٧٠.
(٥) ينظر: روح المعانى للألوسى ٢٢/ ٢٣، ٢٤، ومحاسن التأويل للقاسمى ١٣/ ٤٨٦٤ – ٤٨٧٧، وآيات عتاب المصطفى صلى الله عليه وسلم فى ضوء العصمة والاجتهاد ص٢٤٣، ٢٤٤.

<<  <   >  >>