للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقى فى القصة: قوله تعالى: {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} (١) فليس مرد هذه الخشية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رهبة شئ يحول بينه وبين تبليغ رسالته من قريب أو بعيد، ولا يصح أن يفهم منها أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يخشى الله تعالى، بدليل ما ورد فى القرآن الكريم فى أكثر من آية الشهادة له صلى الله عليه وسلم بالخشية والخوف قال تعالى: {قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم} (٢) وقوله عز وجل: {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيبا} (٣) وهذه الآية الكريمة تشمله صلى الله عليه وسلم شمولاً أولياً لأنها فى صدر الحديث عنه (٤) ومن هنا فالخشية فى آية بحثنا {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} مردها إلى شدة حياءه صلى الله عليه وسلم، فقد كان يتحرج حياء من بيان ما قد اطلعه الله عليه، مما سيؤول إليه أمر زينب رضى الله عنها، لأن الناس كانوا يعدون ذلك أمراً كبيراً، ولكن لما كان شرعاً محكماً، كان لابد من بيانه.


(١) جزء من الآية ٣٧ الأحزاب.
(٢) الآية ١٥ الأنعام.
(٣) الآية ٣٩ الأحزاب.
(٤) يراجع تفصيل ذلك ص١٣٠ – ١٣٢.

<<  <   >  >>