وعدم المبالاة بتقول المتقولين، وافتراء المفترين، لكفاه صلى الله عليه وسلم ذلك فى مواقف الفخر بالاعتصام بالله، وأفراده وحده بالخشية منه دون خشية أحد من خلقه.
والذى أرتضيه فى المراد بالخشية فى قوله تعالى:{وتخشى الناس} هو ما أشار إليه ابن حزم (١) فى كتابه الفصل فى الملل والنحل:"أنه صلى الله عليه وسلم خشى ضرر الناس، ووقوعهم فى الهلاك
(١) هو على بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهرى، أبو محمد، عالم الأندلس فى عصره، وأحد أئمة الإسلام، روى ابنه أبو رافع أن مصنفات والده بلغت الأربعمائة، من أشهرها: الإحكام فى أصول الأحكام، والفصل فى الملل والنحل، مات سنة ٤٥٦هـ له ترجمة فى: لسان الميزان لابن حجر ٤/٧٢٤ رقم ٥٧٨٢، والبداية والنهاية لابن كثير ١٢/٩١، وتذكرة الحفاظ للذهبى ٣/١١٤٦ رقم ١٠١٦، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص٤٣٥ رقم ٩٨١، ووفيات الأعيان لابن خلكان ٣/٣٢٥ رقم٤٤٨.