للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذن فى قوله تعالى: {يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك} منَّة وتعظيم من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم برفع الحرج عليه، فى الامتناع عن شئ ليرضى أزواجه، إذ هنَّ وسائر المؤمنين أحق أن يسعوا فى مرضاته ليسعدن، قال تعالى: {فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى} (١) .

فتأمل كيف أن صلاته صلى الله عليه وسلم مأمورا بها ليرضى هو، لا ليكفر الله عنه سيئاته، ولا ليرضى عليه، وحينئذ فلا كلفة عليه فيها، لأن فيها شهوده لربه الذى هو قرة عينه، كما قال صلى الله عليه وسلم: "وجعلت قرة عينى فى الصلاة" (٢) فانظر: إلى هذا الخطاب اللطيف المشعر بأنه صلى الله عليه وسلم حبيب رب العالمين، وأفضل الخلق أجمعين، حيث قال له ربه: {لعلك ترضى} ولم يقل: لعلى أرضى عنك، ونحو ذلك (٣) .


(١) الآية ١٣٠ طه.
(٢) أخرجه النسائى فى سننه الصغرى كتاب عشرة النساء، باب حب النساء ٧/٦١ رقم ٣٩٣٩، وأحمد فى مسنده ٣/١٢٨، ١٩٩، ٢٨٥، والحاكم فى المستدرك ٢/١٧٤ رقم ٢٦٧٦ وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبى، وعزاه العراقى فى تخريج الإحياء ٢/٣٥ إلى النسائى والحاكم وقال: إسناده جيد، وأخرجه البيهقى فى سننه الكبرى ٧/٨٧.
(٣) ينظر: دلالة القرآن المبين على أن النبى صلى الله عليه وسلم أفضل العالمين لعبد الله الغمارى ص٩٢.

<<  <   >  >>