للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هنا جعل رب العزة رضاه عن خلقه، مقترناً برضا حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم عنهم، حيث أتبع رضا نبيه لرضاه سبحانه مباشرة، كما دل عليه قوله تعالى: {يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسول أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين} (١) فوحد عز وجل الضمير فى "يرضوه" مع أن الظاهر بعد العطف بالواو التثنية؛ لأن إرضاء الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينفك عن إرضاء الله تعالى، كما قال عز وجل: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} (٢) فلتلازمهما جعلاً كشئ واحد، فعاد إليهما الضمير المفرد (٣) وإذا كان الله تعالى قد جعل إرضاء رسوله صلى الله عليه وسلم إرضاءً له، وطاعته طاعة له، فذلك دليل على كمال رضاه عنه فى الدنيا قبل الآخرة، وليس أدل على ذلك من مسارعة ربه لمرضاته صلى الله عليه وسلم كما قال: {قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها} (٤) وقوله سبحانه: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} (٥) .

فتأمل هذا الخطاب، وقارنه بخطاب موسى عليه السلام لربه {وعجلت إليك ربى لترضى} (٦) .


(١) الآية ٦٢ التوبة.
(٢) الآية ٨٠ النساء.
(٣) روح المعانى للألوسى ١٠/١٢٨.
(٤) جزء من الآية ١٤٤ البقرة.
(٥) الآية ٥ الضحى.
(٦) الآية ٨٤ طه.

<<  <   >  >>