للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى القول: بأن الأستاذ الإمام كان ضعيفاً فى الحديث، كما أنه وحتى الآن محل نقد من رجال السنة، مما جرهم إلى التهجم عليه، وعلى أفكاره، بينما أبان هو عن هدفه من ذلك وجعله محدداً فى قوله: "وقد قال الكثير من المقلدين الذين لا يعقلون ما هى النبوة، ولا ما يجب لها، أن الخبر بتأثير السحر فى النفس الشريفة قد صح فليزم الاعتقاد به".

... ويبدو أن الأستاذ الإمام قد أبدى بعض التراجع عن هذه الفكرة عندما قال: "ثم إن نفى السحر عنه لا يستلزم نفى السحر مطلقاً" مع أنه قد أقر سابقاً بأن السحر إما حيلة وشعوذة، وإما صناعة علمية خفية، يعرفها بعض الناس، ويجهلها الأكثرون... إلى أن قال: أن السحر يتلقى بالتعليم، ويتكرر بالعمل فهو أمر عادى قطعاً بخلاف المعجزة، ثم يجعل بعد ذلك نفى السحر بالمرة ليس بدعة، لأن الله تعالى لم يذكره ضمن آية {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} (١) ويجعل سحر سحرة فرعون ضرباً من الحيلة ويستدل بقوله تعالى: {يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى} (٢) وما قال أنها تسعى بسحرهم.

... مع أن أقوى دليل يمكن أن ترد به على الأستاذ الإمام قوله تعالى: {قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم} (٣) فكيف غاب عن الأستاذ الإمام النظر فى هذه الآية، وكيف كان يمكن له أن يفسرها على خلاف ما هى عليه من إثبات حقيقة السحر لا كونه تخييلاً أو وهماً.

... وهل يأمر رب العزة بالاستعاذة من وهم وتخيل فى قوله: {ومن شر النفاثات فى العقد} ؟ (٤) وهو يعنى بالنفاثات السواحر إذا رقين ونفثن فى العقد؟ (٥) .


(١) الآية ٢٨٥ البقرة.
(٢) الآية ٦٦ طه.
(٣) الآية ١١٦ الأٍعراف.
(٤) الآية ٤ الفلق.
(٥) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٨/٥٥٥.

<<  <   >  >>