للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. قلت: وهذا مثل ما يعترى الرجل السليم قوى البدن، المحطم للأرقام القياسية فى رفع الأثقال، يظن تحطيم رقم قياسى أعلى، وعند محاولة الرفع لا يستطيع، ومثل ذلك أيضاً الإنسان فى حالة النقاهة من المرض، يظن أن به قدرة على الحركة، وعندما يهم بذلك لا تحتمله قدماه.

... قال القاضى عياض: وكل ما جاء فى الروايات من أنه يخيل إليه فعل الشئ ولم يفعله ونحوه، فمحمول على التخيل بالبصر، لا لخلل تطرق إلى العقل، وليس فى ذلك ما يدخل لبساً على تبليغه أو شريعته، أو يقدح فى صدقه لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا (١) فلا مطعن لأهل الضلالة" (٢) ثم إنه لم يثبت، بل ولم يرد أنه صلى الله عليه وسلم تكلم بكلمة واحدة فى أثناء مدة السحر تدل على اختلال عقله صلى الله عليه وسلم، ولا أنه قال قولاً فكان بخلاف ما أخبر به، ومن نفى فعليه بالدليل ولا دليل (٣) وكل هذا يوضح كيف أخطأ خصوم السنة والسيرة العطرة فى تفسير السحر، وأنه أثر على عقله صلى الله عليه وسلم - عصمه الله من ذلك.


(١) سيأتى تفصيل أدلة عصمته فى تبليغ الوحي ص٢٦٤ – ٢٧٨.
(٢) الشفا ٢/١٨٠ – ١٨٣ بتصرف.
(٣) أقوال فى هذا المعنى أنظرها فى: فتح البارى ١٠/٢٣٧ رقم ٥٧٦٥.

<<  <   >  >>