للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. واستدل على ذلك بما جرى لسيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه (١) مع ابن أبى الحقيق اليهودى حين إجلاهم من خيبر، حيث احتج عليه عمر رضى الله عنه بقوله صلى الله عليه وسلم: "كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك (٢) ليلة بعد ليلة؟ ‍‍‍! " فقال اليهودى: كانت هزيلة (٣) من أبى القاسم صلى الله عليه وسلم فقال له عمر: كذبت يا عدو الله! فأجلاهم عمر وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالاً وإبلاً وعروضاً من أقتاب وحبال وغير ذلك" (٤) .

... قال القاضى: "وأيضاً فإن أخباره وآثاره وسيره وشمائله معتنى بها مستقصى تفاصيلها، ولم يرد فى شئ منها استدراكه صلى الله عليه وسلم لغلط فى قول قاله، أو اعترافه بوهم فى شئ أخبر به.


(١) صحابى جليل له ترجمة فى: أسد الغابة ٤/١٣٧ رقم ٣٨٣٠ والاستيعاب ٣/١١٤٤ رقم ١٨٧٨، وتاريخ الصحابة ص٢٣ رقم ٢، ومشاهير علماء الأمصار ص١٠ رقم٣، والإصابة ٢/٤٥٦ رقم ٥١٩٥.
(٢) القلوص: بفتح القاف، والصاد المهملة: هى الناقة الصابرة على السير، وقيل الشابة، وقيل أول ما يركب من إناث الإبل، وقيل الطويلة القوائم. ينظر القاموس المحيط ٢/٢١٣، ومختار الصحاح ص٥٤٨؛ والحديث أشار به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إخراجهم من خيبر، وكان ذلك من إخباره بالمغيبات قبل وقوعها.
(٣) تصغير هزلة، وهى المرة الواحدة من الهزل ضد الجد. القاموس المحيط ٤/٦٨، ومختار الصحاح ص٦٩٥.
(٤) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الشروط، باب إذا اشترط فى المزارعة إذا شئت أخرجتك ٥/٣٨٥ رقم ٢٧٣٠.

<<  <   >  >>