للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- ولقد كان من كمال تأسى الصحابة رضى الله عنهم برسول الله صلى الله عليه وسلم واعتقادهم بعصمته صلى الله عليه وسلم من الصغائر فى كل أحواله، شدة حرصهم على تأسهم به صلى الله عليه وسلم حتى فى أمور بيته، وذلك كاختلافهم فى جواز القبلة للصائم (١) ، وفى طلوع الفجر على الجنب وهو صائم (٢) فسألوا أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها فأخبرتهم أن ذلك وقع من النبى صلى الله عليه وسلم فرجعوا إلى ذلك، وعلموا أنه لا حرج على فاعله لعصمته.

٥- وعن أبى بكر الصديق رضى الله عنه (٣) قال: لست تاركاً شيئاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعمل به إلا عملت به، فإنى أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ" (٤) .


(١) روى فى الصحيح أن عائشة رضى الله عنها سُألت عن قبلة الصائم، فقالت: "كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل، ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربه" أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الصوم، باب المباشرة للصائم ٤/١٧٦ رقم ١٩٢٧، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الصيام، باب بيان أن القبلة فى الصوم ليست محرمة ٤/٢٣٠ رقم ١١٠٦.
(٢) روى أن مروان بن الحكم أرسل إلى عائشة، وأم سلمة رضى الله عنهما، ليسألنهما عن ذلك، فأخبرتاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم" أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الصيام، باب الصائم يصبح جنباً ٤/١٦٩، ١٧٠ رقمى ١٩٢٥، ١٩٢٦، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الصيام، باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب ٤/٢٣٦ رقم ١١٠٩.
(٣) صحابى جليل له ترجمة فى: الاستيعاب ٣/٩٦٣ رقم ١٦٣٣، وأسد الغابة ٣/٣١٠ رقم ٣٠٦٦، وتذكرة الحفاظ ٢/١ رقم ١، ومشاهير علماء الأمصار ص١٠ رقم ٢، والإصابة ٢/٣٤١ رقم ٤٨٣٥.
(٤) جزء من حديث طويل أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب فرض الخمس، باب فرض الخمس ٦/٢٢٧ رقم ٣٠٩٣.

<<  <   >  >>