للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك أيضاً ما تأوله قدامه بن مظعون رضى الله عنه (١) وأشكل عليه أنه لا حرج على كل من آمن واتقى وأحسن إذا ما شرب الخمر، وكان والى عمر بن الخطاب على البحرين، وبعد أن استقدمه عمر رضى الله عنه ليقيم عليه الحد لسكره، قال له: يا قدامه إنى جالدك، فقال: يا أمير المؤمنين، لئن كان الأمر كما يقولون ما كان لك أن تجلدنى. فقال: لم؟ قال: لأن الله تعالى يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا} (٢) فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا، شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً وأحداً والخندق والمشاهد. فقال عمر: ألا تردون عليه قوله؟ فقال ابن عباس: إن هذه الآيات أنزلت عذراً للماضين، وحجة على الباقين، لأن الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه} (٣) قال عمر: صدقت (٤) .


(١) هو: قدامه بن مظعون القرشى، أخو عثمان بن مظعون، وخال حفصة، وعبد الله، ابنى عمر بن الخطاب، وهو من السابقين إلى الإسلام، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مات سنة ٣٦هـ له ترجمة فى: أسد الغابة ٤/٣٧٥ رقم ٤٢٨٣، والاستيعاب ٣/١٢٧٧ رقم ٢١٠٨، والإصابة ٣/٢٢٨ رقم ٧٠٨٨.
(٢) الآية ٩٣ المائدة.
(٣) الآية ٩٠ المائدة.
(٤) أخرجه الحاكم فى المستدرك ٤/٤١٧ رقم ٨١٣٢ وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبى، وأخرجه عبد الرزاق فى مصنفه ٩/٢٤٠ رقم ١٧٠٧٦.

<<  <   >  >>