للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقرن طاعته عز وجل بطاعته صلى الله عليه وسلم رغماً لهم (١) والمعنى إلصاقاً لأنوفهم بالتراب جزاءاً لأنفتهم من متابعته صلى الله عليه وسلم، وجزاءاً لإفكهم بأن طاعته صلى الله عليه وسلم شرك {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً} (٢) وأقول لهم: الربط بين طاعة الله وطاعة رسوله هو عين التوحيد الخالص: {فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} (٣) .

ثانياً: إنكار أعداء النبوة الإيمان بشخص النبى صلى الله عليه وسلم واستدلالهم على ذلك بقوله تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم} (٤) هذه الآية الكريمة حجة عليهم، وتفضحهم فى كل ما يأفكون. لأن مما أنزل على محمد وهو الحق من ربنا قوله: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} (٥) وقوله سبحانه: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة} (٦) وقوله: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} (٧) .

... وهم بهذه الآيات يكفرون؛ إذ ينكرون على ما سبق أن يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم تبياناً للقرآن، وهو الحكمة، وهى السنة كما قال علماء الأمة، وينكرون أن يكون له صلى الله عليه وسلم طاعة فى هذه السنة.

... وإذا كانوا هنا يزعمون بأنه لا يوجد فى الإسلام إيمان بشخص النبى محمد صلى الله عليه وسلم فالآية التى استدلوا بها على زعمهم ترد عليهم حيث أطلقت {وآمنوا بما نزل على محمد} وما أنزل على محمد آيات كريمات تصرح بالإيمان بشخصه الكريم، منها ما يلى:


(١) الشفا ١/٢٢، وينظر: شرح الشفا للقارى ١/٥٠، وشرح الزرقانى على المواهب ٨/٥١٥، ٥١٦.
(٢) الآية ٥ الكهف.
(٣) الآية ٣٢ آل عمران: وينظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٢٥.
(٤) الآية ٢ محمد.
(٥) جزء من الآية ٤٤ النحل.
(٦) جزء من الآية ١١٣ النساء.
(٧) الآية ٥٩ النساء.

<<  <   >  >>