للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨- وقوله عز وجل: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزى الفاسقين} (١) . ووجه الاستدلال بالآية على عصمته صلى الله عليه وسلم فى اجتهاده أنها تصرح على ما ورد فى الصحيح من أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرق نخيل بنى النضير وقطعه كان باجتهاده، وهو اجتهاد أقره رب العزة حيث وصفه بإذنه فى وحى متلو، وأنزله جواباً لسؤال بعض الصحابة كما حاك فى صدورهم وأثر فيها؛ من حيث صواب وخطأ بعضهم فى قطع بعض النخيل وترك بعضه. فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: "اللينة النخلة، وليخزى الفاسقين قال: استنزلوهم من حصونهم قال: أمروا بقطع النخل فحاك فى صدورهم. فقال المسلمون: قد قطعنا بعضاً وتركنا بعضاً، فلنسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل لنا فيما قطعنا من أجر؟ وهل علينا فيما تركنا من وزر؟ فأنزل الله عز وجل: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزى الفاسقين} (٢) فهل بعد ذلك شك فى اجتهاده صلى الله عليه وسلم فى الشريعة الإسلامية وعصمته فيه؟!.


(١) الآية ٥ الحشر.
(٢) أخرجه الترمذى فى سننه كتاب التفسير، باب سورة الحشر ٥/٣٨٠ رقم ٣٣٠٣ وقال: حديث حسن غريب، وأخرجه النسائى فى سننه الكبرى كتاب التفسير، باب قوله: {وليخزى الفاسقين} ٦/٤٨٣ رقم ١١٥٧٤، والحديث سبق تخريجه من حديث ابن عمر فى الصحيحين ص٣٦٢.

<<  <   >  >>