إن هذا الأمر النبوى للرماة يوم أحد أمر اجتهادى منه صلى الله عليه وسلم تقتضيه طبيعة المعركة يومها، وهو اجتهاد عصم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووافق مراد الله تعالى بدليل عتاب المولى عز وجل للرماة فى الآية السابقة، ووصفهم بالعصاة فى قوله عز وجل:{ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم فى الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين}(١) .
وتأمل:{وتنازعتم فى الأمر وعصيتم} إنه تقرير لعصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أمره الاجتهادى للرماة يوم أحد، ووصف المخالفين له صلى الله عليه وسلم يومئذ بالعصيان، ولكن عفا الله عنهم:{والله ذو فضل على المؤمنين} ٠