للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ويشهد بصحة هذه المشاورة، وأنها وافقت ما قدره الله تعالى قوله تعالى: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون. يجادلونك فى الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون. وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين} (١) .

الموضع الثانى: الاستشارة فى المنزل، فعندما نزل النبى صلى الله عليه وسلم على أقرب ماء من بدر وعرض الأمر على الصحابة، فجاء الحباب بن المنذر (٢) وقال: يا رسول الله! أرأيت هذا المنزل؛ أمنزلاً انزلكه الله تعالى ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو الرأى والحرب والمكيدة؟ قال: "بل هو الرأى والحرب والمكيدة" فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نتأتى أدنى ماء من القوم فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبنى عليه حوضاً فنملؤه ماء، ثم نقاتل فنشرب ولا يشربون، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "لقد أشرت بالرأى" (٣) .


(١) الآيات ٥ – ٧ الأنفال.
(٢) صحابى جليل له ترجمة فى: أسد الغابة ١/٦٦٥ رقم ١٠٢٣، والاستيعاب ١/٤٥٨ رقم ٤٨٣ ومشاهير علماء الأمصار ص٣٢ رقم ١١٢، والإصابة ١/٣٠٢ رقم ١٥٥٧.
(٣) السيرة النبوية لابن هشام ٢/٢٧٨ نص رقم ٧٣٥.

<<  <   >  >>