للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ثم روى البخارى الحديث عن أنس بن مالك، وأم سليم هى أم أنس، وأم حرام هى أخت أم سليم، وهنا يظهر جلياً أن البيت الذى كان يقيل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو بيت فيه أم سليم، وأختها أم حرام، وأنس بن أم سليم.

... وقد ورد فى المسند عن أنس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فى بيت أم سليم، وأم سليم، وأم حرام خلفنا، ولا أعلمه إلا قال: أقامنى عن يمينه" (١) فأى ضير فى أن يكرم الرسول صلى الله عليه وسلم، أنساً خادمه، فيدخل بيته يقيل فيه، ويأكل، وفى هذا البيت أمه، وخالته، وقد يكون فيه غيرهما زوج أم سليم، أو زوج أم حرام، أو زوجهما.

... وسبب آخر لإكرام الرسول صلى الله عليه وسلم، أهل هذا البيت بالزيارة، مع أن غيرهم كثير ممن يود أن يتشرف بالرسول صلى الله عليه وسلم فى مثل هذه الزيارة. لقد استشهد أخوهما فى سبيل الله، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواسيهما معاً بهذه الزيارة، حيث أنهما كانتا فى دار واحدة، كل واحدة منهما فى غرفة من تلك الدار (٢) .

... فعن أنس بن مالك رضى الله عنه "أن النبى صلى الله عليه وسلم، لم يكن يدخل بيتاً بالمدينة، غير بيت أم سليم، إلا على أزواجه، فقيل له، فقال: إنى أرحمها؛ قتل أخوها معى" (٣) يعنى حرام بن ملحان (٤) وكان قد قتل يوم بئر معونة.


(١) أخرجه أحمد فى المسند ٣/٢٣٩، وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٨/٢٨٢.
(٢) فلا تعارض حينئذ، حيث نسب الراوى الزيادة تارة إلى أم سليم، وتارة إلى أم حرام ينظر: فتح البارى ٦/٦٠ رقم ٢٨٤٤، ١١/٨١ رقمى ٦٢٨٢، ٦٢٨٣.
(٣) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الجهاد، باب فضل من جهز غازياً أو خلفه بخير ٦/٥٩ رقم ٢٨٤٤.
(٤) له ترجمة فى: أسد الغابة ١/٧١٢ رقم ١١٢٤، والاستيعاب ١/٣٣٦ رقم ٤٩٧، وتاريخ الصحابة ص٧٨ رقم ٣٠٢، والإصابة ١/٣١٩ رقم ١٦٥٤.

<<  <   >  >>