.. ويقول هشام آل قطيط: "كيف يتسنى لأم المؤمنين، بعد وقوفها وراء النبى أن تضع خدها على خده؟ هل كانت أطول قامة من النبى؟ أم أنها تشبثت بعنقه كما يتشبث الأطفال بعنق الكبار فى لعبة الـ (......) ؟.
... ولأن أم المؤمنين لم تتطرق لذلك، ولم نحضر المشهد، فالأفضل أن نقول: لا ندرى! وكيف للخليفة أبى بكر أن يمنع المغنيات فى بيت النبى وبحضوره والنبى ساكت لا يتكلم.
... هل أن أبا بكر أفضل من النبى؟ وأى نبى هذا الذى يسكت وأحد أصحابه يمنع المغنيات؟ وأى نبى هذا الذى يدعوا زوجته الشابة إلى مشاهدة هذه الحفلة الراقصة فى المسجد والنظر إلى الأجانب، وتضع خدها على خده، ثم يقوم حتى تملى هى من المشاهدة؟ بالله عليكم ألا ينطبق على هذه الأحاديث قول الشاعر:
إذا كان رب البيت بالدف ضارباً ... *** ... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص؟ (١) .
... ويجاب عن ما سبق بما يلى:
أولاً: الحديث صحيح سنداً ومتناً ولا يتعارض مع عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى سلوكه وهديه، بل فيه البيان العملى مع أهل بيته، لما هو مباح للأمة فى أيام العيد.
... وهذا البيان فهمه أئمة السنة قديماً وحديثاً بما لا يتعارض مع عصمته صلى الله عليه وسلم، وتأمل مواضع إخراج هذا الحديث فى كتب السنة تجد صدق ما أقول؛ فالإمام البخارى أخرج الحديث فى عدة مواضع من صحيحه أولها كتاب العيدين، باب الحراب والدرق يوم العيد، ثم كرره فى باب سنة العيدين لأهل الإسلام.
(١) حوار ومناقشة كتاب عائشة أم المؤمنين ص٣٢ – ٣٤، وينظر: الصحيح من سيرة النبى الأعظم لجعفر مرتضى العاملى ١/١٨، والخطوط الطويلة أو دفاع عن السنة المحمدية لمحمد بن على الهاشمى ص١٢، وقراءة فى صحيح البخارى لأحمد صبحى منصور ص٢٦، ودين السلطان لنيازى عز الدين ص٥٣٠.