.. وإذا طعن كفار قريش قديماً فى عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبعهم من لا يعتد بخلافهم من الفضيلية والأزارقة من الخوارج والكرامية وغيرهم، فقد ظهر حديثاً أذيالهم من المنكرين للسنة النبوية، الزاعمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معصوم، ويجوز عليه ما يجوز على سائر البشر من الذنوب؛ كما زعموا أن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الواردة فى السنة المطهرة تختلف عنها فى سيرته فى القرآن الكريم، وأن فى الأحاديث المتعلقة بسيرته صلى الله عليه وسلم ما يطعن فى عصمته، ويشوه شخصيته.
... وقد استند هؤلاء المشاغبون فى عصمة النبى صلى الله عليه وسلم إلى بعض النصوص القرآنية التى قد يُتوهم من ظاهرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان فى ضلال أو غفلة أو شك، وكذلك نصوص ورد فيها بعض التنبيهات الموجهة مباشرة إلى ضمير خطابه صلى الله عليه وسلم.
... كما استندوا أيضاً إلى بعض الأحاديث التى قد يتوهم من ظاهرها عدم عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عقيدته وقلبه، وبلاغه للوحى، واجتهاده، وسلوكه وهديه.
... وهذا ما دفعنى إلى اختيار موضوع هذه الرسالة:"رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم فى ضوء السنة النبوية الشريفة" وقد هدفت من تسجيله إلى عدة أهداف منها:
أولاً: بيان أن عصمة الأنبياء وعلى رأسهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرورة دينية، وأنها سبيل حجية وحى الله تعالى من القرآن والسنة.
ثانياً: أن يكون هذا البحث هادياً لمن تأثر من أبناء الإسلام بشبهات أعداء السنة حول عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يوجب على من عرف الحق أن يأخذ بأيديهم إلى بر الأمان.