للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. قلت: هذه القصة فى حالة صغره لم تصح سنداً، وإنما هى نفس قصة بنيان الكعبة، وإلى هذا مال الحافظ فى الفتح، فبعد أن ذكر روايات بنيان الكعبة، وهو صلى الله عليه وسلم فى حالة كبره، والمؤيدة لما فى الصحيحين ذكر رواية الحاكم عن ابن عباس رضى الله عنهما (١) وهو صلى الله عليه وسلم فى حالة صغره، وقال فيها: "النضر أبو عمر الخزاز" ضعيف، وقد خبط فى إسناده، وفى متنه، فإنه جعل القصة فى معالجة زمزم بأمر أبى طالب وهو غلام، وكذا روى ابن إسحاق – إشارة إلى الرواية السابق ذكرها – ثم قال الحافظ: فكأن هذه قصة أخرى، واغتر بذلك الأزرقى فحكى قولاً: أن النبى صلى الله عليه وسلم لما بنيت الكعبة كان غلاماً".

... ثم أكد الحافظ أن القصة واحدة فى موضع آخر إذ يقول معقباً على كلام السهيلى السابق على رواية ابن إسحاق قائلاً: "قلت: وقد يطلق على الكبير غلام إذا فعل فعل العلماء، فلا يستحيل اتحاد القصة اعتماداً على التصريح بالأولية فى حديث أبى الطفيل رضى الله عنه قال: "فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة معهم إذ انكشفت عورته، فنودى يا محمد غط عورتك، فذلك فى أول ما نودى، فما رؤيت له عورة قبل ولا بعد" (٢) .


(١) أخرجه الحاكم فى المستدرك ٤/١٩٩ رقم ٧٣٥٦، وقال: صحيح الإسناد، وقال الذهبى: فيه النضر أبو عمر الخزاز ضعفوه، وأخرجه الطبرانى فى الكبير، وفيه أيضاً النضر أبو عمر، وقد أجمعوا على ضعفه كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٢/٥٢، وأخرجه ابو نعيم فى دلائل النبوة ١/١٩٠ رقم ١٣٥ من طريق ابن إسحاق، وفيه أيضاً النضر أبو عمر.
(٢) أخرجه عبد الرزاق فى مصنفه ٥/١٠٣ رقم ٩١٠٦، ومن طريقه الحاكم فى المستدرك ٤/١٩٩ رقم ١٩٩ رقم ٧٣٥٧ وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبى، وأحمد فى مسنده ٥/٤٥٤، ٤٥٥، وينظر: فتح البارى ٣/٥١٦ رقم ١٥٨٢، ٧/١٨١ رقم ٣٨٢٩.

<<  <   >  >>