للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدليل الثاني على أن الإجماع حجة:

قول تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطًا}.

فقد عدلهم -تعالى- لأن معنى وسطًا: عدولًا، إذ وسط كل شيء أعدله.

وعلل ذلك أيضًا: بقوله تعالى: {لتكونوا شهداء على الناس} والشاهد لا بد وأن يكون عدلًا.

وهذا التعديل الحاصل لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وإن لزم منه تعديل كل فرد منها، لكون نفي التعديل عن واحد مستلزم لنفيه عن المجموع، لكنه ليس المراد تعديلهم فيما ينفرد به كل واحد منهم، لأنا نعلم بالضرورة خلافه، فتعين أن يكون تعديلهم فيما يجمعون عليه، فتجب عصمتهم عن الخطأ قولًا وفعلًا، صغيرة وكبيرة لأن الله -تعالى- يعلم السر والعلانية، فلا يعدلهم مع ارتكاب المنهيات المؤثرة في

<<  <  ج: ص:  >  >>