للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧٣ - وإنما أوجب أشهب (١) الإِعادة أبدًا على من صلى خلف من لا يرى الوضوء من القبلة ولم يوجبها على من صلى خلف من لا [يرى] (٢) الوضوء من مس الذكر، لأن الدليل الدال على نقض الوضوء بالمس غير قطعي، ولا كذلك القبلة عنده، فإِن الدليل الدال على نقض الوضوء بها قطعي. قاله المازري (٣).

تنبيه: ولما لم يقو هذا الفرق في نظر الشيخ أبي الحسن اللخمي، خرج الخلاف في ائتمام الشافعي بالمالكي وعكسه من قول أشهب. وما قاله صحيح، ومن أين لأشهب دليل قطعي على وجوب الوضوء من القبلة؟ وقد قال الإِمام فخر الدين (٤) في محصوله (٥): الدلائل السمعية لا تفيد اليقين إلا بنفي تسع (٦) احتمالات، وما أظن ذلك بموجود. نعم إن مراتب الظنون تختلف (٧) بالقوة والضعف أهـ.


(١) أبو عمر أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم القيسي العامري، ويقال اسمه مسكين وأشهب لقب له. ولد سنة ١٤٠ هـ على ما لابن عبد البر، وقال صاحب الديباج سنة ١٥٠ هـ من أصحاب مالك، روى عنه، وروى عن الليث والفضيل بن عياض وجماعة، روى عنه بنو عبد الكريم وسحنون وجماعة. ألف كتابًا في الفقه، رواه عنه سعيد بن حسان، توفي بمصر سنة ٢٠٤ هـ بعد الشافعي بثمانية عشر يومًا.
ممن ترجم له: ابن عبد البر: الانتقاء ٥١، ٥٢، ١١٢، ١١٣، ابن فرحون: الديباج ٩٨، ٩٩، محمد بن محمد مخلوف: شجرة النور ١/ ٥٩.
(٢) ساقطة من الأصل.
(٣) قد مضت ترجمته ص ٧٨.
(٤) أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التميمي البكري، الإمام فخر الدبن الرازي ابن خطيب الري اشتغل بالعلم على والده. وكان من تلاميذ البغوي، ولازم الكمال السمعاني ومجد الدين الجبلي وغيرهما. اشتهر بالعلم الغزير، فرحل إليه الناس من الأقطار صنف كتبًا كثيرة في مختلف العلوم، منها مفاتيح الغيب والمحصول والمطالب العالية ونهاية العقول والبرهان وعيون المسائل وإرشاد النظار. توفي بهراة يوم عيد الفطر سنة ٦٠٦ هـ.
ممن ترجم له: ابن السبكي: طبقات الشافعية الكبرى ٧/ ٨١ - ٩٦، ابن هداية الله: طبقات الشافعية ٢١٦ - ٢١٨، ابن خلكان: وفيات الأعيان ٤/ ٢٤٨ - ٢٥٢، الصفدي: الوافي ٤/ ٢٤٨.
(٥) المحصول كتاب للإمام فخر الدين الرازي في أصول الفقه، حقق وطبع في المملكة السعودية في ثمانية أجزاء.
(٦) كذا في جميع النسخ والصواب تسعة.
(٧) في الأصل: مختلف.

<<  <   >  >>