أنَّ نفرًا من الأنصار غزوا مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بعض غزواته، فسرقت درع لأحدهم، فأظن بها رجلاً من الأنصار، فأتى صاحب الدرع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: إن طعمة بن أبيرق سرق درعي. فلما رأى السارق ذلك عمد إليها، فألقاها في بيت رجل بريء، وقال لنفر من عشيرته: إني غيبت الدرع وألقيتها في بيت فلان، وستوجد عنده. فانطلقوا إلى نبي الله ليلاً، فقالوا: يا نبيَّ الله، إنَّ صاحبنا بريء، وإنَّ صاحب الدرع فلان، وقد أحطنا بذلك علمًا، فاعذر صاحبنا على رؤوس الناس، وجادل عنه، فإنه إن لم يعصمه الله بك يهلك.
وقال البغوي: وقال مقاتل: إنَّ زيد بن السمين أودع درعًا عند طعمة فجحدها طعمة، فأنزل الله تعالى هذه الآية. فقال:{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} ، بالأمر والنهي والفصل. {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ} ، بما علمك الله، وأوحى إليك. {وَلا تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ} ، طعمة. {خَصِيماً} ، معينًا مدافعًا عنه. {وَاسْتَغْفِرِ اللهَ} ، مما همت به من معاقبة اليهودي.
وقال مقاتل:{وَاسْتَغْفِرِ اللهَ} ، من جدالك عن طعمة. {إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} .
قالت عائشة رضي الله عنها:(ما صلَّى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلاة بعد أن نزلت عليه:{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلا يقول فيها: «سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، اللَّهُمَّ اغفر لي» .) .
وقال تعالى:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}