في هذا الحديث: الأمر بالمبادرة إلى تجهيز الميت. وروي أنه توفي ليلاً فقال: ادفنوني ليلاً. والحقوني بربي ولا تدعو رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فإني أخاف عليه من اليهود أن يصاب في سببي. فأخبر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره وصف الناس معه ثم رفع يديه. وقال:«اللهم ألق طلحة وأنت تضحك إليه، وهو يضحك إليك» .
[١٦٠- باب الموعظة عند القبر]
[٩٤٥] عن عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قال: كُنَّا فِي جَنَازَةٍ في بَقيعِ الغَرْقَدِ، فَأتَانَا ... رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَعَدَ، وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ وَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ:«مَا مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ إِلا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ» . فقالوا: يَا رسولَ الله، أفَلا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابنَا؟ فَقَالَ:«اعْمَلُوا؛ فكلٌّ مُيَسرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ ... » وذكَر تَمَامَ الحديث. متفقٌ عَلَيْهِ.
الموعظة: هي التذكير بعذاب الله الزاجر عن مخالفته، وبثوابه الباعث على طاعته تعالى. والمخصرة: عصا ذات رأس معوج.
قوله:«فنكس» بتخفيف الكاف وتشديدها، أي: طأطأ رأسه، وذلك يكون عند التفكر والتدبر.
وفي الحديث: استحباب الموعظة عند القبر لأن رؤية الميت، وذكر الموت يرقق القلب، ويذهب غلظته.