قوله تعالى:{وَوَصَّى بِهَا} ، أي: بالملة، وكلمة الإِخلاص لا إله إلا الله {إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ} ، ووصى بها أيضًا يعقوب بنيه فقالا:{إنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدّينَ} ، أي: دين الإسلام، {فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ، أي: دوموا على الإسلام حتى تموتوا. وقالت اليهود للنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ألستَ تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية؟ فردَّ الله عليهم بقوله {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ إذْ قَالَ لِبَنيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إلهَكَ وَإلهَ آبَائِكَ إبْراهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإسْحاقَ إلهَاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} ، وإسماعيل عم يعقوب، فهو من التغليب.
وأما الأحاديث:
[٧١٢] حديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه - الَّذِي سبق في بَابِ إكرام أهْلِ بَيْتِ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قَامَ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِينَا خَطِيباً، فَحَمِدَ الله، وَأثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: «أمَّا بَعْدُ، ألا أيُّهَا النَّاسُ، إنَّمَا أنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أنْ يَأتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ، أوَّلَهُمَا: كِتَابُ اللهِ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ