مما عندي شيء. وإن له من الحور العين لاثنين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا، وإن الواحدة منهن لتأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض» .
وقوله تعالى:{وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ، أي: في الجنة {خَالِدُونَ} ، أي: لا تخرجون عنها، ولا تبغون عنها حولاً. ثم قيل لهم على وجه التفضل والامتنان:{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ، أي: أعمالكم الصالحة كانت سببًا لشمول رحمة الله إياكم، فإنه لا يدخل أحدًا عمله الجنة، ولكن برحمة الله وفضله. وإنما الدرجات ينال تفاوتها بحسب الأعمال الصالحات.
وقوله تعالى:{لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ} ، أي: من جميع الأنواع: {مِنْهَا تَأْكُلُونَ} ، أي: مهما اخترتم وأردتم. ولما ذكر الطعام والشراب، ذكر بعده الفاكهة، لتتم النعمة والغبطة. والله تعالى أعلم، انتهى ملخصًا.
قال ابن كثير: إن المتقين، أي: لله في الدنيا {فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} ، أي: في الآخرة، وهو الجنة، قد آمنوا فيها من الموت، والخروج من كل هم وحزن، وجزع وتعب ونصب، ومن الشيطان وكيده، وسائر الآفات والمصائب {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} ، وهذا في مقابلة ما الأشقياء فيه من شجرة الزقوم وشرب الحميم.
وقوله تعالى:{يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ} وهو رفيع الحرير كالقمصان ونحوها {وَإِسْتَبْرَقٍ} وهو ما فيه بريق ولمعان، وذلك كالرياش وما يلبس على أعالي القماش {مُّتَقَابِلِينَ} ، أي: على سرر لا يجلس أحد منهم وظهره إلى غيره.