ورُوي عن ابن عمر قال: كنا معاشر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نقول: ليس شيء من حسناتنا إلا وهي مقبولة، حتى نزلت {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد (٣٣) ] ، فكنا إذا رأينا من أصاب شيئًا من الكبائر، قلنا: قد هلك، فنزلت هذه الآية، فكففنا عن القول في ذلك، وكنا إذا رأينا أحدًا أصاب منها شيئًا خفنا عليه، وإن لم يصب منها شيئًا رجونا له؟
وقال تعالى:{وهل يجازى إلا الكفور} .
وفي القراءة الأخرى:{وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ} .
أي: عاقبناهم بكفرهم، وهل نجازي إلا الكفور؟
وقال مجاهد: ولا يعاقب إلا الكفور.
وقال طاوس: لا يناقش إلا الكفور
وقال مقاتل: وهل يكافؤ بعمله السِّيئ إلا الكفور لله في نعمه.
وقال بعض العلماء: جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعسُّر في اللذة، لا يصادف لذو حلالاً إلا جاءه ما ينغصه إياها.
أي العذاب اللازم على من كذَّب بآيات الله، وأعرض عنها.
وقال تعالى:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف (١٥٦) ] .
أي: وسعت في الدنيا البرَّ والفاجر، وهي يوم القيامة للمتقين خاصة.
قال ابن عباس: لما نزلت: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} قال إبليس: أنا من ذلك الشيء. فقال الله سبحانه وتعالى: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ