الرؤيا خلق من خلق الله تعالى، وهو صورة معنوية، فأدخل لكذبه صورة معنوية لم تقع، كما أدخل المصور في الوجود صورة ليست بحقيقة؛ لأن الصورة الحقيقية هي التي فيها الروح، فكلف صاحب الصورة بتكليفه أمرًا شديدًا، وهو أن يتم ما خلقه بزعمه، فينفخ الروح فيه.
ووقع عند كل منهما بأن يعذب حتى يفعل ما كُلِّف وليس بفاعل، وهو كناية عن دوام تعذيب كل منهما.
قال: والحكمة في هذا الوعيد، أن الأول: كذب على جنس النبوة.
والثاني: نازع الخالق في قدرته.
[١٥٤٥] وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أَفْرَى الفِرَى أنْ يُرِيَ الرَّجُلُ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَيَا» . رواه البخاري.
ومعناه: يقول: رأيتُ، فيما لَمْ يَرَهُ.
قوله:«أفرى الفرى» ، أي: أعظم الكذبات.
قال ابن بطال: الفرية: الكذبة العظيمة التي يتعجب منها.
قال الحافظ: ومعنى نسبة الرؤيا إلى عينيه مع أنهما لم يريا شيئًا أنه أخبر عنهما بالرؤية، وهو كاذب.