هذا توبيخ من الله تعالى لأهل النار. يقول: أَوَ مَا عشتم في الدنيا أعمارًا لو كنتم ممن ينتفع بالحق لانتفعتم به في مدة عمركم.
قال قتادة: اعلموا أنَّ طول العمر حجَّة، فنعوذ بالله أنْ نُعيَّر بطول العمر، قد نزلت هذه الآية:{أَوَ لَم نُعَمِركُم مَّا يَتَذَكَّرُ} ، وأنَّ فيهم لابن ثماني عشرة سنة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: إذا كان يوم القيامة قيل: أين أبناء الستين؟ وهو العمر الذي قال الله تعالى فيه:{أَوَ لَم نُعَمِركُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيِه مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ النَّذِيرُ} .
وقال الشاعر:
إذا بلغ الفتى ستين عامًا ... ?? ... فقد ذهب المسرة والفتاء ... ???
وعن قتادة:{وَجَآءَكُمُ النَّذِيرُ} احتج عليهم بالعمر والرسل.
وقرأ عبد الرحمن بن زيد:{هَذَا نَذِيُرُ مِنَ النُّذُرِ الأُولَى} .
والشيب، نذير أيضًا؛ لأنه يأتي في سن الاكتهال، وهو علامة لمفارقة سِنِّ الصبا الذي هو سِنُّ اللهو واللعب. قال الشاعر:
رأيت الشيب من نذر المنايا ... ?? ... لصاحبه وحسبك من نذير ... ???