{وَمَا تَتْلُو مِنْهُ}[يونس: ٦١] أي: من الله تعالى، أي: نازل منه مِنْ قُرْآنٍ والخطاب للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمته داخلون في هذا الخطاب لأن خطاب الرئيس خطاب له ولأتباعه يدل على هذا قوله:{وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ}[يونس: ٦١] قال ابن الأنباري: جمع في هذا ليدل على أنهم داخلون في الفعلين الأولين.
{إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا}[يونس: ٦١] قال الفراء: يقول: الله شاهد على كل شيء.
والمعنى: إلا نعلمه فنجازيكم به، {إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ}[يونس: ٦١] الإفاضة: الدخول في العمل، قال ابن الأنباري: إذ تندفعون فيه.
إذا غاب وذهب، {مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ}[يونس: ٦١] أي: وزن ذرة، ومثقال الشيء ما وازنه، والذر صغار النمل، الواحدة ذرة، {فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ}[يونس: ٦١] قال الفراء: من نصبها فإنما يريد الخفض، يتبعها المثقال والذرة، ومن رفعها أتبعها معنى المثقال لأنك لو ألقيت من المثقال من كان رفعا، وهو كقولك: ما أتاني أحد عاقل، وكذلك قوله:{مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف: ٥٩] ، وغيره، {إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[يونس: ٦١] قال ابن عباس: يريد: اللوح المحفوظ.