{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ}[المنافقون: ١] يعني: عبد الله بن أبي وأصحابه، {قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ}[المنافقون: ١] وتم الخبر عنهم، ثم ابتدأ فقال:{وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ}[المنافقون: ١] أي: أنه أرسلك، فهو يعلم إنك رسوله، {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}[المنافقون: ١] جعلهم كاذبين، لأنهم أضمروا غير ما أظهروا، فدل هذا على أن حقيقة الإيمان بالقلب، ومن قال شيئًا واعتقد خلافه فهو كاذب، ألا ترى أنهم كانوا يقولون بألسنتهم: نشهد إنك لرسول الله.
وسماهم الله تعالى كاذبين.
{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً}[المنافقون: ٢] تقدم تفسيره في { [المجادلة، قال الضحاك: حلفهم إنهم لمنكم.
] فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة المنافقون: ٢] منعوا الناس عن الجهاد والإيمان بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذلك أي: ذلك الكذب، بأنهم آمنوا باللسان، ثم كفروا في السر، {فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[المنافقون: ٣] بالكفر، {فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ}[المنافقون: ٣] الإيمان والقرآن.
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ}[المنافقون: ٤] يعني: أن لهم أجسامًا ومناظر، {وَإِنْ يَقُولُوا}[المنافقون: ٤] إنك لرسول الله، تسمع لقولهم فتحسب أنه حق وصدق منهم، كأنهم خشب لا أرواح فيها، فلا