{يَأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}[المزمل: ١] أصله المتزمل، فأدغمت التاء في الزاي، والخطاب للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يتزمل بالثياب في أول ما جاءه جبريل فرقًا منه، حتى أنس به، وقال السدي: يعني: يأيها النائم، وكان قد تزمل للنوم.
ومعنى التزمل: التلفف في الثوب، وخوطب بهذه الآية في أول ما بدئ بالوحي ولم يكن قد بلغ شيئًا، ثم خوطب بعد ذلك بالنبي والرسول.
قم الليل أي: للصلاة، وكان قيام الليل فريضة على الرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقوله: إلا قليلًا تقدير الآية: قم الليل، نصفه إلا قليلًا، أي: قم نصف الليل، أي: صل من الليل النصف إلا قليلًا، وهو قوله:{أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا}[المزمل: ٣] أي: من النصف.
{أَوْ زِدْ عَلَيْهِ}[المزمل: ٤] على النصف، قال المفسرون: أو انقص من النصف قليلًا إلى الثلث، أو زد على النصف قليلًا إلى الثلثين، جعل له سعة في مدة قيامه في الليل، وخيره في الساعات للقيام، فكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وطائفة من المؤمنين معه يقومون على هذه المقادير، وشق ذلك عليهم، فكان الرجل لا يدري كم صلى؟ وكم بقي من الليل؟ فكان يقوم الليل كله، مخافة أن لا يحفظ القدر الواجب، حتى خفف الله عنهم بآخر هذه السورة.