للناس يعني: أهل مكة، حسابهم محاسبة الله إياهم على أعمالهم، قال الزجاج: المعنى اقترب للناس وقت حسابهم.
يعني يوم القيامة كما قال:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}[القمر: ١] واقتراب حسابهم على أن ما هو آت قريب، {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ}[الأنبياء: ١] عما يفعل الله بهم ذلك اليوم، معرضون عن التأهب له بالإيمان بمحمد.
{مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ}[الأنبياء: ٢] من وعظ بالقرآن على لسان محمد، محدث بالإنزال، لأن القرآن أنزل آية بعد آية، و { [بعد سورة، فالإحداث يعود إلى الإنزال، وقوله:] إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}[سورة الأنبياء: ٢] قال ابن عباس: يستمعون القرآن مستهزئين.
لاهية قلوبهم غافلة عما يراد بهم، وأسروا النجوى تناجوا فيما بينهم، يعني المشركين، ثم بين من هم، فقال: الذين ظلموا أشركوا بالله، والذين في محل رفع على البدل من الضمير في {وَأَسَرُّوا}[الأنبياء: ٣] قال المبرد: وهذا كقولك في الكلام: إن الذين إلى الدار انطلقوا بنو عبد الله، على البدل مما في انطلقوا.
ثم بين سرهم الذي تناجوا به، فقال:{هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}[الأنبياء: ٣] أي أنه آدمي لحم ودم مثلكم، ليس مثل الملائكة، {