{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {١} يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِ {٢} } [النحل: ١-٢] بسم الله الرحمن الرحيم {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}[النحل: ١] أي: عذابه لمن أقام على الشرك، وتكذيب رسوله، وهو الأمر بالسيف، {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ}[النحل: ١] لا تطلبوه قبل حينه، وهذا كما تقول لمن يطلب أمرا يستعجل فيه: أتاك الأمر فلا تستعجل.
وقال جماعة من المفسرين: أمر الله ههنا الساعة.
وذلك أنهم استبطأوا أمر الساعة، فأعلم الله أن ذلك عنده في القرب بمنزلة ما قد أتى، كما قال:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}[القمر: ١] .
سبحانه تنزيها له وبراءة من السوء، وتعالى ارتفع بصفات المدح، {عَمَّا يُشْرِكُونَ}[النحل: ١] به من الأصنام، أي أنها ليست شركاء لهم لأنهم لا يخلقون شيئا.
قوله: ينزل الملائكة قال ابن عباس: يريد جبريل وحده، {بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ}[النحل: ٢] بالوحي، وهو كلام الله، سمي روحا لأنه حياة من موت الكفر، {عَلَى مَنْ يَشَاءُ