{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}[النصر: ١] قال المفسرون: إذا جاء يا محمد نصر الله على من عاداك، وهم قريش.
والفتح فتح مكة.
{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}[النصر: ٢] قال الحسن: لما فتح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة، قالت العرب: أما إذا أظفر محمد بأهل الحرم، وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل، فليس لكم به يدان.
فكانوا يدخلون في دين الله أفواجًا أي: جماعات كثيرة، بعد أن كانوا يدخلون واحدًا واحدًا، واثنين اثنين، صارت القبيلة تدخل بأسرها في الإسلام.
وقوله:{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ}[النصر: ٣] قال ابن عباس: لما نزلت هذه السورة، علم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نعيت إليه نفسه.
وقال الحسن: أعلم أنه قد أقترب أجله، فأمر بالتسبيح والتوبة، ليختم له في آخر عمره بالزيادة في العمل الصالح، فكان يكثر أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، اغفر لي، إنك أنت التواب.