{طسم {١} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ {٢} نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {٣} إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {٤} وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ {٥} وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ {٦} } [القصص: ١-٦] بسم الله الرحمن الرحيم {طسم {١} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ {٢} } [الشعراء: ١-٢] تقدم تفسيره، قال قتادة: مبين والله بركته وهداه ورشده، فهذا من بان بمعنى ظهر، وقال الزجاج: مبين الحق من الباطل، والحلال من الحرام، وهذا من آيات بمعنى أظهر.
{نَتْلُوا عَلَيْكَ}[القصص: ٣] قال ابن عباس: نوحي إليك.
{مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ}[القصص: ٣] من خبرهما وحديثهما، بالحق بالصدق الذي لا ريب فيه، لقوم يؤمنون يصدقون بالقرآن.
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ}[القصص: ٤] قال المفسرون: استكبر وتجبر، وبغى وتعاظم في أرض مصر.
قال الليث: العلو العظمة والتجبر، يقال: علا الملك علوا إذا تجبر، ومنه قوله:{لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ}[القصص: ٨٣] .
{وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا}[القصص: ٤] فرقا وأحزابا في الخدمة والتسخير، {يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ}[القصص: ٤] يعني: بني إسرائيل، ثم فسر ذلك، فقال:{يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ}[القصص: ٤] بترك البنات، فلا يقتلهن، ويقتل الأبناء، وذلك لأن بعض الكهنة قال له: إن