الذين كفروا بتوحيد الله، وصدوا الناس، {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[محمد: ١] الإيمان، والإسلام، يعني: مشركي قريش، أضل أعمالهم أبطلها، وأذهبها حتى كأنها لم تكن، إذ لم يروا في الآخرة لها ثوابًا، وأراد بأعمالهم: إطعامهم الطعام، وصلتهم الأرحام.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[محمد: ٢] يعني: أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، {وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ}[محمد: ٢] من آيات القرآن، وهو الحق الصدق، من ربهم من عند ربهم، {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}[محمد: ٢] سترها عنهم: بأن غفرها لهم، فلا يحاسبون عليها يوم القيامة، كما أضل أعمال الكفار، وأصلح بالهم قال المبرد: البال الحال ههنا.
قال ابن عباس: عصمهم أيام حياتهم، يعني: أن هذا الإصلاح يعود إلى إصلاح أعمالهم حتى لم يعصوا، ويعود إلى إصلاح حالهم في الدنيا من إعطاء المال.