{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا {١} الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا {٢} } [الفرقان: ١-٢] بسم الله الرحمن الرحيم {تَبَارَكَ}[الفرقان: ١] قال ابن عباس: تعالى عما يقول القائلون فيه بسوء.
وقد تقدم تفسيره، {الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ}[الفرقان: ١] يعني القرآن الذي فرق الله به بين الحق والباطل، {عَلَى عَبْدِهِ}[الفرقان: ١] محمد، {لِيَكُونَ}[الفرقان: ١] محمد بالقرآن، {لِلْعَالَمِينَ}[الفرقان: ١] يعني الجن والإنس، {نَذِيرًا}[الفرقان: ١] مخوفا من عذاب الله.
ثم عظم نفسه، فقال:{الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا}[الفرقان: ٢] كما زعمت اليهود والنصارى والمشركون، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ}[الفرقان: ٢] يشاركه فيما خلق، {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ}[الفرقان: ٢] مما يطلق في صفته المخلوقة، {فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}[الفرقان: ٢] هيأه لما يصلح له وسواه، قال المفسرون: قدر له تقديرا من الأجل والرزق، فجرت المقادير على ما خلق.
ثم ذكر ما صنع المشركون، فقال:{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا}[الفرقان: ٣]{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً}[الفرقان: ٣] يعني: الأصنام اتخذها أهل مكة، {لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ}[الفرقان: ٣] أي: وهي مخلوقة، {وَلا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا}[الفرقان: ٣] فيدفعونه عن أنفسهم، {وَلا نَفْعًا}[الفرقان: ٣] فيجرونه إلى أنفسهم، والمعنى: لا يملكون لأنفسهم دفع ضر ولا جر نفع، لأنها جماد لا قدرة لها.
{وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا}[الفرقان: ٣] أن تميت أحدا، {وَلا حَيَاةً}[الفرقان: ٣] أن تحيي أحدا، {وَلا