للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نُشُورًا} [الفرقان: ٣] ولا بعثا للأموات، أي: فكيف يعبدون من لا يقدر على أن يفعل شيئا من هذا، ويتركون عبادة ربهم الذي يملك ذلك كله.

ثم أخبر عن تكذيبهم بالقرآن، فقال: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا {٤} وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا {٥} قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا {٦} } [الفرقان: ٤-٦] {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا} [الفرقان: ٤] ما هذا، {إِلا إِفْكٌ} [الفرقان: ٤] كذب، {افْتَرَاهُ} [الفرقان: ٤] محمد واختلقه من تلقاء نفسه، {وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ} [الفرقان: ٤] قالوا: أعان محمدا على هذا القرآن عداس مولى حويطب بن عبد العزى، ويسار غلام ابن الحضرمي، وجبر مولى عامر، وكانوا من أهل الكتاب.

قال الله تعالى: {فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا} [الفرقان: ٤] أي: فقد جاءوا شركا وكذبا حين زعموا أن القرآن ليس من الله.

{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} [الفرقان: ٥] أي: ما سطره الأولون من أحاديث المتقدمين، وذلك أن النصر بن الحارث، قال: هذا القرآن أحاديث الأولين مثل حديث أسفنديار ورستم.

{اكْتَتَبَهَا} [الفرقان: ٥] انتسخها محمد من عداس وجبر ويسار، ومعنى اكتتب: أمر أن يكتب له، {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ} [الفرقان: ٥] تقرأ عليه ليحفظها لا ليكتبها، لأنه لم يك كاتبا، {بُكْرَةً وَأَصِيلا} [الفرقان: ٥] غدوة وعشيا، قالوا: هؤلاء الثلاثة يعلمون محمدا طرفي النهار.

قال الله تعالى: {قُلْ} [الفرقان: ٦] لهم يا محمد: {أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ} [الفرقان: ٦] أنزل القرآن الذي لا يخفى عليه شيء، {فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا} [الفرقان: ٦] لأوليائه، {رَحِيمًا} [الفرقان: ٦] بهم.

{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا {٧} أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا {٨} انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا {٩} تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا {١٠} بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا {١١} إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا {١٢} وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا {١٣} لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا {١٤} } [الفرقان: ٧-١٤] {وَقَالُوا} [الفرقان: ٥] يعني المشركين، {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ} [الفرقان: ٧] أنكروا أن يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>