الحاقة يعني: القيامة في قول جميع المفسرين، وسميت بذلك لأنها ذات الحواق من الأمور، وهي الصادقة الواجبة الصدق، وجميع أحكام القيامة صادقة واجبة الوقوع والوجود.
وقوله: ما الحاقة استفهام، معناه التفخيم لشأنها، كما تقول: زيد ما هو؟ على التعظيم لشأنه.
ثم زاد في التهويل، فقال:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ}[الحاقة: ٣] أي: كأنك لست تعلمها، إذ لم تعاينها، ولم تر ما فيها من الأهوال.
ثم أخبر عن المكذبين بها، فقال:{كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ}[الحاقة: ٤] وهي التي تقرع قلوب العباد بالمخافة.
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ}[الحاقة: ٥] يعني: بطغيانهم وكفرهم، وهو قول ابن عباس، ومجاهد،