بسم الله الرحمن الرحيم {حم {١} تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {٢} } [فصلت: ١-٢] قال الأخفش، والزجاج: تنزيل مبتدأ، وخبره قوله:{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ}[فصلت: ٣] .
بين حلاله وحرامه، {قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[فصلت: ٣] اللسان العربي.
بشيرا لأولياء الله تعالى، ونذيرا لأعدائه، فأعرض أكثرهم أكثر أهل مكة، {فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ}[فصلت: ٤] تكبرا عنه.
{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ}[فصلت: ٥] مثل الكنانة التي فيها السهام، فهي لا تفقه ما تقول، ولا يصل إليها دعاؤك، {وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ}[فصلت: ٥] ثقل وصمم، يمنع من استماع قولك، والمعنى: إنا في ترك القبول عنك بمنزلة من لا يفهم ولا يعقل، ولا يسمع قولك، {وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ}[فصلت: ٥] أي: بيننا وبينك فرقة في الدين، وحاجز في النحلة فلا نوافقك على ما تقول، وقال مقاتل: إن أبا جهل رفع ثوبه بينه وبين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا محمد، أنت من ذلك الجانب، ونحن من هذا الجانب.