{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ}[غافر: ٨٣] رضوا بما عندهم من العلم، وقالوا: نحن أعلم لن نبعث، ولن نعذب.
وسمي ذلك علما على ما يدعونه ويزعمونه، وهو في الحقيقة جهل.
وقوله:{سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ}[غافر: ٨٥] قال ابن عباس: يريد هذا قضائي في خلقي، أن من كذب أنبيائي، وجحد ربوبيتي، فإذا نزل به العذاب استكان، وتضرع، لم ينفعه ذلك عندي.
والمعنى: سن الله هذه السنة في الأمم كلها، أن لا ينفعهم الإيمان إذا رأوا العذاب، {وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}[غافر: ٨٥] قال ابن عباس: هلك عند ذلك المكذبون.
وقال الزجاج: الكافر خاسر في كل وقت، ولكنه لم يتبين لهم خسرانهم إذا رأوا العذاب.