وقوله:] وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ} [سورة غافر: ٧٨] بأمر الله تعالى، وبإرادته، وذلك أن كفار مكة سألوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يأتيهم بآية، {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ}[غافر: ٧٨] قضاؤه بين أنبيائه وأممهم، قضي بالحق أي: لم يظلموا إذا عذبوا، وهو قوله: وخسر هنالك عند كذلك، المبطلون المكذبون بالعذاب والمفترون، والمبطل: صاحب الباطل.
{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنْعَامَ}[غافر: ٧٩] إلى قوله: {وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ}[غافر: ٨٠] قال مجاهد، ومقاتل: تحمل أثقالكم من بلد إلى بلد، وتبلغوا عليها حاجاتكم في البلاد ما كانت.
{وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}[غافر: ٨٠] على الإبل في البر، وعلى السفن في البحر.
ويريكم آياته أي: دلائل قدرته، {فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ}[غافر: ٨١] استفهام توبيخ، يقول: أيها تنكرون، بأنها ليست من الله؟ ثم ذكر أن الرسل أتت من قبلهم، وأنهم لم يؤمنوا، بقوله:{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ {٨٣} فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ {٨٤} فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا