بسم الله الرحمن الرحيم {حم {١} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ {٢} إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ {٣} فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ {٤} أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ {٥} رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {٦} } [الدخان: ١-٦]{حم {١} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ {٢} } [الدخان: ١-٢] قال ابن عباس: يريد القرآن، وما أنزل فيه من البيان، والحلال والحرام.
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}[الدخان: ٣] يعني: ليلة القدر، قال مقاتل: كان ينزل من اللوح كل ليلة قدر من الوحي، على مقدار ما ينزل به جبريل في السنة إلى مثلها من العام، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر.
وقد ذكرنا بيان هذا عند قوله:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ}[البقرة: ١٨٥] .
وقوله: فيها في تلك الليلة المباركة، يفرق يفصل ويبين، من قولهم: فرقت الشيء أفرقه فرقًا، {كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}[الدخان: ٤] والأمر الحكيم: المحكم، يعني: أمر السنة إلى مثلها من العام القابل.
قال ابن عباس: يكتب في أم الكتاب في ليلة القدر، ما هو كائن في السنة من الخير والشر، والأرزاق، والآجال، حتى الحجاج يقال: يحج فلا، ويحج فلان.
وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: إنك لترى الرجل يمشي في