الأسواق، وقد وقع اسمه في الموتى.
{أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا} [الدخان: ٥] قال الزجاج: أمرًا نصب ب يفرق بمنزلة فرقًا، لأن أمرًا بمعنى: فرقًا.
والمعنى أنا نأمر ببيان ذلك، ونسخه من اللوح المحفوظ، {إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [الدخان: ٥] محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن قبله من الأنبياء عليهم السلام.
{رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [الدخان: ٦] قال ابن عباس: رأفة مني بخلقي، ونعمة عليهم بما بعثنا إليهم من الرسل.
نصبه على أنه مفعول له على تقدير للرحمة، وقال الزجاج: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: ٣] للرحمة.
{إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ} [الدخان: ٦] لمن دعاه، العليم بخلقه.
{رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ {٧} لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ {٨} بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ {٩} } [الدخان: ٧-٩] .
{رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [الدخان: ٧] بالرفع على قوله: هو السميع العليم رب السموات، وبالخفض على البدل من ربك في قوله: {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [الدخان: ٦] ، وما بينهما من الخلق والهواء، {إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} [الدخان: ٧] بذلك، وهو أنه لا إله غيره.
بل هم يعني: الكفار، في شك من هذا القرآن، يلعبون يهزءون به، لاهين عنه، وقال ابن عباس: في ضلال يتمادون.
{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ {١٠} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {١١} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ {١٢} أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ {١٣} ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ {١٤} إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ {١٥} يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ {١٦} } [الدخان: ١٠-١٦] .
فارتقب فانتظر يا محمد، {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: ١٠] وذلك أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا على قومه لما كذبوه، فقال: «اللهم سبعًا كسنين يوسف» .
فأجديت الأرض، فأصابت قريشًا المجاعة، وكان الرجل لما به من الجوع يرى بينه وبين السماء كالدخان.
٨٢٩ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ العفار، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبِرْتِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، نا سُفْيَانُ، نا الْأَعْمَشُ وَمَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَئُوا عَنِ الْإِسْلامِ فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ، فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا، وَأَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ، وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ» ، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ جِئْتَ تَأْمُرُ بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَقَوْمُكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: