قوله: يغشى الناس، من صفة قوله: بدخان، والناس هم أهل مكة، وهم الذين يقولون:{هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {١١} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ} [الدخان: ١١-١٢] الجوع والدخان، إنا مؤمنون بمحمد، والقرآن.
قال الله تعالى:{أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى}[الدخان: ١٣] التذكر والاتعاظ، يقول: كيف يتذكرون ويتعظون، وحالهم أنه {قَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ}[الدخان: ١٣] ظاهر الصدق، والدلالة.
{ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ}[الدخان: ١٤] أعرضوا عنه، ولم يقبلوا قوله، وقالوا معلم أي: هو معلم، يعلمه بشر، مجنون بادعائه النبوة.
قال الله تعالى:{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ}[الدخان: ١٥] يعني: عذاب الجوع، قليلًا أي: زمانا يسيرا، قال مقاتل: يعني: إلى يوم بدر.
{إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}[الدخان: ١٥] في كفركم، وتكذيبكم.
{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى}[الدخان: ١٦] أي: واذكر لهم ذلك اليوم، يعني: يوم بدر، وهذا قول الأكثرين، قالوا: لما كشف عنهم الجوع، عادوا إلى التكذيب، فانتقم الله منهم بيوم بدر.
وقال الحسن: البطشة الكبرى يوم القيامة.
وهو قول ابن عباس في رواية عكرمة.
ومعنى البطش: الأخذ بشدة، إنا منتقمون منهم ذلك اليوم.