للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تفسير سورة النبإ]

أربعون آية، مكية.

١٢٧٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحِيرِيُّ، أنا أَبُو عُمَرَوَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِيرِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ سَقَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَرْدَ الشَّرَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .

بسم الله الرحمن الرحيم {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ {١} عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ {٢} الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ {٣} كَلَّا سَيَعْلَمُونَ {٤} ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ {٥} أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا {٦} وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا {٧} وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا {٨} وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا {٩} وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا {١٠} وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا {١١} وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا {١٢} وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا {١٣} وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا {١٤} لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا {١٥} وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا {١٦} } [النبأ: ١-١٦] .

{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ: ١] أصله: عن ما، فأدغمت النون في الميم، وحذفت ألف ما، كقولهم: فيم وبم.

قال المفسرون: لما بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخبرهم بتوحيد الله، والبعث بعد الموت، وتلا عليهم القرآن، جعلوا يتساءلون بينهم، فيقولون: ماذا جاء به محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وما الذي أتى به؟ فأنزل الله عز وجل: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ: ١] .

قال الزجاج: اللفظ لفظ استفهام، والمعنى: تفخيم القصة، كما تقول: أي شيء زيد؟ إذا عظمت شأنه.

ثم ذكر أن يسألهم عما ذا فقال: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} [النبأ: ٢] وهو: القرآن في قول الجميع.

ومعناه: الخبر العظيم الشأن، لأنه ينبئ على التوحيد، وتصديق الرسول، والخبر عما يجوز وعما لا يجوز، وعن البعث والنشور، وقال الضحاك: يعني نبأ يوم القيامة.

ويدل على أن المراد به القرآن، قوله: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ} [النبأ: ٣] وذلك أنهم اختلفوا في القرآن، فجعله

<<  <  ج: ص:  >  >>