{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}[النبأ: ١] أصله: عن ما، فأدغمت النون في الميم، وحذفت ألف ما، كقولهم: فيم وبم.
قال المفسرون: لما بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخبرهم بتوحيد الله، والبعث بعد الموت، وتلا عليهم القرآن، جعلوا يتساءلون بينهم، فيقولون: ماذا جاء به محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وما الذي أتى به؟ فأنزل الله عز وجل:{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}[النبأ: ١] .
قال الزجاج: اللفظ لفظ استفهام، والمعنى: تفخيم القصة، كما تقول: أي شيء زيد؟ إذا عظمت شأنه.
ثم ذكر أن يسألهم عما ذا فقال:{عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}[النبأ: ٢] وهو: القرآن في قول الجميع.
ومعناه: الخبر العظيم الشأن، لأنه ينبئ على التوحيد، وتصديق الرسول، والخبر عما يجوز وعما لا يجوز، وعن البعث والنشور، وقال الضحاك: يعني نبأ يوم القيامة.
ويدل على أن المراد به القرآن، قوله:{الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}[النبأ: ٣] وذلك أنهم اختلفوا في القرآن، فجعله