{لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}[البلد: ١] أجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام وهو مكة، ولا أقسم بمعنى: أقسم، وقد تقدم بيانه، والإشارة بهذا إلى مكة، وال { [نازلة بها.
] وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} [سورة البلد: ٢] الحل، والحلال، والمحل واحد، وهو ضد المحرم، أحل الله تعالى لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة يوم الفتح حتى قاتل وَقَتَلَ، وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار» .
والمعنى: أن الله تعالى لما ذكر القسم بمكة، دل ذلك على عظم قدرها مع كونها حرامًا، فوعد نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحلها له حتى يقاتل فيها، وأن يفتحها على يده، فهذا وعد من الله تعالى بأن يحلها له حتى يكون بها حلا.
ثم عطف على القسم بقوله:{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}[البلد: ٣] يعني: آدم وذريته.
{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}[البلد: ٤] قال ابن عباس، في رواية مقسم: قائمًا على قدمية منتصبًا، وكل شيء خلق مكبًا إلا الإنسان، فإنه خلق منتصبًا.
والكبد: الاستواء والاستقامة، وقال في رواية الوالبي: في نصب.